متى استُحدث الملحق الأوروبي وكيف تقلّب نظامه؟

البرتغالي برونو فيرنانديز في لعبة مشتركة مع المقدوني الشمالي فيسار موسليو خلال مباراة المنتخبين لحساب ملحق تصفيات أوروبا المؤهلة لكأس العالم 2022 (أرشيفية)
الرياض ـ أسامة فاروق 2025.11.17 | 07:52 pm

استُحدِث مصطلح «ملحق» تصفيات أوروبا المؤهلة إلى كأس العالم للمرة الأولى قبل مونديال 1986، الذي استضافته المكسيك.
وقبل اعتماده، كان لا يوجد سوى ملحقٌ عالمي، يجمع بين ممثلين من قارتين أو أكثر، بما يشمل أوروبا، لتأهيل منتخباتٍ محدَّدةٍ، لم تستطع الوصول إلى المونديال عبر التصفيات.
وفي تصفيات 86، خُصِّص لأوروبا 11 مقعدًا للتأهل المباشر، إضافةً إلى مقعدٍ واحدٍ، يحسمه ملحق قارتها، ونصف مقعدٍ لملحقٍ آخرَ عالمي عابرٍ للقارات.
وآنذاك، تنافس على بطاقة الملحق الأوروبي المنتخبان الهولندي والبلجيكي بصفتهما صاحبَي ثاني وثالث أقل حصيلة نقاطٍ وأهدافٍ بين وصفاء مجموعات التصفيات، أما إسكتلندا، أسوأ وصيفةٍ، فاتَّجهت للملحق العالمي.
وتقابلت هولندا وبلجيكا ذهابًا وإيابًا، وتأهلت الأخيرة بأفضلية الهدف خارج الأرض بعد فوزها 1ـ0 على ملعبها، وخسارتها 1ـ2 داخل ديار منافستها.
وقبل كأس العالم 1998، تأهل عن طريق تصفيات أوروبا متصدِّرو مجموعاتها التسع، إضافةً إلى إسكتلندا، أفضل وصيفٍ.
وخاض الوصفاء الثمانية الآخرون ملحقًا أوروبيًّا، بعد غيابٍ، من مباراتين بين كل اثنين، ذهابًا وإيابًا، وتأهلت عن طريقه إيطاليا، وبلجيكا، وكرواتيا، و«يوغسلافيا».
وبسبب إلغاء مقعد التأهل المباشر لأفضل وصيفٍ، الذي استفادت منه إسكتلندا كما تقدَّم شرحه، أجريت قرعة بين جميع الوصفاء التسعة لمجموعات تصفيات أوروبا المؤهلة لكأس العالم 2002.
وبموجب نظام القرعة، تحوَّل منتخب جمهورية إيرلندا إلى ملحقٍ عالمي، فيما تواجه في الملحق الأوروبي كل وصيفٍ من الثمانية الآخرين مع منافسٍ له، ذهابًا وإيابًا، لحسم أربعة مقاعد متبقيةٍ، وفازت بها ألمانيا، وبلجيكا، وسلوفينيا، وتركيا.
وشمل الملحق الأوروبي المؤهل لكأس العالم 2006 ستة وصفاء لمجموعات التصفيات، التي بلغ عددها ثماني مجموعاتٍ، بينما حاز أفضل وصيفين بطاقة تأهل مباشرٍ برفقة المتصدرين.
ولحسم ثلاثة مقاعدَ متبقيةٍ، تقابل كل وصيفٍ من سداسي الملحق مع منافسٍ له ذهابًا وإيابًا، وتأهلت في نهاية المطاف منتخبات إسبانيا، وسويسرا، والتشيك.
وأعادت تصفيات مونديال 2010 نظام المجموعات التسع إلى أوروبا، كما حرمت الوصيف الأضعف أرقامًا من خوض الملحق، فيما تنافس على بطاقاته الأربعة الوصفاء الثمانية الآخرون عبر مواجهتين ذهابًا وإيابًا بين كل اثنين، وجاء التأهل من نصيب اليونان، وسلوفينيا، والبرتغال، وفرنسا.
وتكرَّر النظام ذاته بحذافيره في تصفيات كأس العالم 2014، وتأهلت عن طريقه منتخبات اليونان، وكرواتيا، والبرتغال، وفرنسا.
وسرى أيضًا في تصفيات 2018، واستفادت منه منتخبات كرواتيا، وسويسرا، والدنمارك، والسويد.
وفي تصفيات كأس العالم «قطر 2022»، تغيَّر النّظام، مع توسيع عدد المجموعات إلى عشرٍ، ينال متصدر كلٍّ منها بطاقة تأهلٍ مباشرٍ، فيما يتحوَّل جميع الوصفاء إلى الملحق.
وانضمَّ إلى الملحق، مع الوصفاء العشرة، أفضل منتخبين في تصنيف بطولة دوري الأمم الأوروبية لم يحققا المركز الأول، أو الثاني ضمن تصفيات كأس العالم.
وأعلى هذا النظام من شأن بطولة دوري الأمم، التي دُشِّنت للمرة الأولى سبتمبر 2018، بعدما أصبح بإمكان منتخبين الترشُّح عن طريقها إلى ملحق تصفيات أوروبا المؤهلة للمونديال.
وكان أول المستفيدين من هذه الميزة منتخبا النمسا والتشيك اللذان دخلا الملحق مع الوصفاء العشرة للتصفيات.
وقُسِّم الملحق إلى ثلاثة مساراتٍ، في كلٍّ منها أربعة منتخباتٍ، تلعب نصف نهائي من مباراةٍ واحدةٍ، ثم نهائيًّا بالنظام ذاته على أرض الطرف الأعلى تصنيفًا وفق نتائج التصفيات.
وتأهَّل من المباريات النهائية للمسارات الثلاثة منتخبات ويلز، وبولندا، والبرتغال.
ويُطبَّق النظام ذاته في التصفيات الجارية، لكنْ مع زيادة عدد منتخبات الملحق إلى 16، بينها وصفاء مجموعات التصفيات البالغ عددها 12، إضافةً إلى أفضل أربعة منتخباتٍ من دوري الأمم لم تحظ بفرصة الصعود عبر التصفيات.
وبسبب هذه الزيادة، ستتوزَّع المنتخبات في قرعةٍ، ستُسحب 20 نوفمبر الجاري، ليس على ثلاثة مساراتٍ، وإنما على أربعةٍ، يُؤهِّل كلٌّ منها منتخبًا واحدًا بآلية ملحق التصفيات الماضية ذاتها.
وستُلعب جميع مواجهات نصف النهائي 26 مارس 2026، وكافة النهائيات في الـ 31 من الشهر ذاته على أرض المنتخبات الأعلى في تصنيف الاتحاد الدولي «فيفا» لشهر نوفمبر.