صالح الطريقي
«ضربة جزاء» تشوه مشروعا
2025-11-05
بعد مباراة النصر والفيحاء السبت الماضي، التي انتهت «2-1» للنصر بهدف سُجل بالوقت الضائع، ضجت مواقع التواصل على ضربة الجزاء المحتسبة للنصر.
وكعادة الجماهير «يضخمون ويتفهون» القضايا، كان من الطبيعي أن يطالبوا بالتدخل السريع «لحماية مشروعنا الرياضي من التشويه»، لأن الحكم احتسب ضربة جزاء يرونها غير صحيحة.
واستشهدوا بخبراء التحكيم الذين اختلفوا على صحة ضربة الجزاء، في نفس الوقت اختلف الخبراء على ضربة جزاء للنصر لم تحتسب، لكن الجماهير رأوا أن عدم احتسابها أمر تافه «لن يشوه المشروع».
هذا الضجيج جذب بعض الإعلاميين ولاعبين محترفين أجانب، فدخلوا معهم، ليغرقوا بلاوعي الجماهير، فأصبحوا كالقطيع لا يمكنهم الخروج من تياره.
لاعبا الأهلي سخرا «بصفحتهما» من ضربة الجزاء، لكنهما لم يسخرا مما فعله حكم مباراتهما مع الرياض وعدم احتسابه ضربتي جزاء.
لاعب الهلال كان مندهشًا من احتساب ضربة جزاء تحتمل التأويل، ولم يندهش ولا مرة وهو يشاهد التحكيم خلال سنوات مع فريقه.
فيما بعض الإعلاميين أعلنوا أن ما حدث كارثة متعمدة، وبدأوا نهش لحم الحكمين «الهويش والشمراني».
لن أجادل حول «ضربة الجزاء»، ولكن دعونا نتوقف عند لمسة اليد التي لم تحتسب للنصر، والتي إن احتسبت سيلغى هدف الفيحاء، لأنه جاء بعدها كهجمة مرتدة.
إن كنت حكمًا وتتعمد فوز النصر، ألن تحتسبها ضربة الجزاء، خصوصا أنك ستلغي هدف الفيحاء؟.
أعود لما بدأت،،
هذا الضجيج اللاعقلاني، ولّد ضجيجًا مشابهًا ومعاكسًا بالاتجاه، فشنت حملة لا أخلاقية على «اللاعبين»، وأن ابتساماتهم «تشوه مشروعنا الرياضي»، ولا بد من ردعهم.
اليوم وبعد أن هدأت «النفوس» يمكن القول:
إن الواجب الأخلاقي يحتم على الإعلامي، ألا يتبنى أفكار الجماهير اللاعقلانية بحثًا عن الشهرة، فينشر الجهل، وأن يشرح لهم كيف يفقدنا اللاوعي عقولنا، ليخفف من حدة التطرف.
وإلا لن يتطور وعي الجماهير، وستكبر هذه الفوضى التي صنعها الإنسان حين اخترع الإنترنت، وفرض «ثقافة الجمهور» في العالم، فأصبح علماء الاجتماع لا يعرفون إلى أين ستأخذنا الفوضى ـ الإنترنت؟.