ماذا تعرف عن حريمات رجل الذهب العربي؟

الرياض ـ إبراهيم الأنصاري 2025.12.19 | 04:14 pm

ولد محمد ربيع حريمات، قائد المنتخب المغربي الأول لكرة القدم في السابع من أغسطس عام 1994 بحي الأحباس في يعقوب المنصور بالرباط، وبدأ مسيرته الكروية داخل أكاديمية الفتح الرياضي.
تدرج حريمات عبر جميع الفئات السنية في الفتح، واكتسب خبرة مبكرة سمحت له بالانضمام إلى الفريق الأول وهو في التاسعة عشرة تحت إشراف جمال سلامي ثم وليد الركراكي، غير أن المنافسة الشديدة دفعته نحو تجربة الإعارة أولاً إلى الجمعية السلاوية ثم إلى سطاد المغربي في قسم الهواة ليجمع المزيد من الدقائق.
لم يكن الشاب الصغير راضيًا عن هذا الرحيل إذ كان يرى نفسه قادرًا على المنافسة في الصف الأول للفتح، خاصة أن الركراكي اعتمد عليه احتياطيًا وأشركه أحيانًا جناحًا أيسر عام 2015، لكن القدر لم يمنحه الفرصة الكافية هناك فبيع عقده عام 2019 إلى النادي القنيطري حيث خاض أربع عشرة مباراة في موسم 2019ـ2020، وكاد يودع الملاعب تمامًا بحثًا عن عمل آخر بعد توقف النشاط بسبب جائحة كورونا عام 2020، لكن نصائح المقربين دفعته للصبر والاستمرار.
في نوفمبر من ذلك العام طرقت الفرصة مجددًا باب الشاب الموهوب مع فريق الجيش الملكي، فانقض عليها بقوة وأسهم في الفوز بكأس العرش عام 2022 ثم الدوري الوطني موسم 2022ـ2023، وأصبح عميدًا للفريق يدير الإيقاع من وسط الميدان بهدوء وذكاء يفتح المساحات للمهاجمين ويقرأ مجريات اللعب بدقة، دون الاعتماد على التسجيل الغزير أو المراوغات البارعة.
بلغت قيمته السوقية مليونًا ونصف المليون يورو مع عقد يمتد إلى 2027، وفي موسم 2023ـ2024 نال جائزة أفضل لاعب في البطولة من اتحاد اللاعبين المحترفين، ثم استدعاه طارق السكتيوي للمنتخب المحلي.
حمل المايسترو شارة قيادة الأسود وأسهم في تتويجهم بكأس أمم إفريقيا للمحليين 2024 حيث اُختير أفضل لاعب في البطولة، وتابع ذلك بالمشاركة في كأس العرب 2025 بقطر حيث قاد الفريق إلى اللقب بعد فوز ماراثوني على الأردن 3ـ2 ونال جائزة أفضل لاعب مرة أخرى.
بعد التتويج باللقب العربي شعر الفتى الرباطي بالفخر وأن التضحيات لم تذهب سدى، على الرغم من صعوبة اللعب كل ثلاثة أيام، وفي تصريحات سابقة أكد أنه يواصل العمل والاجتهاد ويبقى رهن إشارة أي منتخب وطني لتشريف الراية، ولم يتلقَ دعوة من وليد الركراكي للمنتخب الأول على الرغم من النداءات الجماهيرية بسبب اختيارات فنية، لكنه تجاوز خلافًا قديمًا مع المدرب كان مرتبطًا بظروف رياضية، ويبقى حريمات ابن الرباط الذي تحول من حافة الاعتزال إلى قائد يحمل ألقابًا قارية وعربية في مسيرة تعكس الصبر والإصرار.