الإنتر.. عملاق ولد من رحم الانشقاق

لاعب فريق إنتر ميلان الأول لكرة القدم يحتلفون في الدوري في بدايات التأسيس (أرشيفية)
جدة ـ محمود وهبي 2025.12.19 | 02:06 pm

يبدأ فريق إنتر ميلان الأول لكرة القدم، الجمعة، رحلة البحث عن لقب جديد في كأس السوبر الإيطالي، حين يواجه بولونيا في نصف النهائي، على ملعب «الأول بارك» في الرياض، مستهدفًا مقعدًا في نهائي الإثنين المقبل، ومعادلة الرقم القياسي في عدد مرات التتويج باللقب، مناصفة مع يوفنتوس، والتفوق على ميلان، الجار اللدود الذي كان سببًا مباشرًا وراء تأسيسه، قبل 117 عامًا.
ويتصدّر يوفنتوس قائمة أكثر الأندية تتويجًا بلقب كأس السوبر الإيطالي، برصيد 9 ألقاب، يليه ميلان والإنتر بالتساوي، مع 8 ألقاب لكل منهما، ما يعني أن العاصمة السعودية قد تكون مسرحًا لفض الاشتباك بينهما في هذه المسابقة، إلا أن هذا الاشتباك لا يشكّل سوى صفحة واحدة في كتاب مليء بصفحات العداوة بين قطبيْ مدينة ميلانو.
وكتب تاريخ التاسع من مارس عام 1908، وتحديدًا عند الـ 11:30 مساءً، الصفحة الأولى من هذا الكتاب، إذ كان مطعم «لورولوجيو» مكان الاجتماع الذي ضم 44 لاعبًا ومشجعًا، بين إيطاليين وسويسريين، وقرروا الانشقاق عن نادي ميلان، لاعتراضهم على سياسة الأخير بالسيطرة الإيطالية على ميلان، وقانون الحد من التأثير الأجنبي في الفريق.
وأدّى هذا الانشقاق لتأسيس فريق جديد، وجاء الاقتراح بتسميته «ميلانو»، لكن سرعان ما ألغيت هذه الفكرة، لتجنّب اللغط بين ميلان القديم والفريق الجديد، ليتفق المجتمعون على اسم «إنترناسيونالي»، وهي كلمة تعني «الدولي» أو «العالمي»، واقترن هذا الاسم بجوهر فكرة تأسيس الفريق الجديد، لترحيبه باللاعبين الأجانب دون حدود.
ويُعد جيورجيو موجياني، أحد أبرز من حضر هذا الاجتماع في مطعم «لورولوجيو»، وهو رسّام إيطالي تكفّل بتصميم أول شعار للنادي الجديد، وكلماته لحظة التأسيس تعد جزءًا أساسيًا من ولادة الإنتر، لا سيما وصفه تلك الليلة بالليلة الدولية، ووصفه زملاءه بإخوة حول العالم.
وفي زوايا الموقع الرسمي لنادي إنتر ميلان، هناك نص المادة التي نشرتها صحيفة «لا جازيتا ديللو سبورت» عن التأسيس، إذ كتبت اسم النادي في عنوان رئيسي، وذكرت أن هذا الاسم هو لفريق جديد تم تأسيسه في ميلانو، ونشأ نتيجة خلاف مؤسف سببه سوء الفهم داخل نادي ميلان، وأن حسن النية هو أساس النادي الجديد الذي يستهدف تسهيل استمتاع الأجانب المقيمين في مدينة ميلانو بكرة القدم، ونشر شغفها بين شباب المدينة، متمنية للنادي الجديد عمرًا مديدًا مزدهرًا ومتناغمًا.
وكان العام 1908 تاريخ أول مواجهة جمعت بين القطبيْن، وتحديدًا في كأس «كياسو»، وهي بطولة كرة قدم نُظمت في سويسرا بين 1906 و1908، وميلان تُوّج بألقابها الـ 3، وفاز بجميع مبارياته فيها دون عناء، باستثناء المباراة النهائية لنسخة 1908، عندما واجه الإنتر في 18 أكتوبر 1908، أي بعد أشهر قليلة من تأسيس الأخير، ليفوز ميلان بنتيجة 2ـ1.
وجاء أول لقاء رسمي بين الفريقين في 10 يناير 1909، لحساب بطولة الدوري الإيطالي، إذ فاز ميلان بنتيجة 3ـ2، لكن الصورة اختلفت عام 2010، إذ تواجه الفريقان مرتيْن دوريًا في فبراير 1919، وفاز الإنتر بنتيجة 5ـ0 في الأولى، وبنتيجة 5ـ1 في الثانية، في طريقه للقبه الأول بطلًا لإيطاليا، بعد عاميْن فقط من تأسيسه.
وكانت نجاحات الأعوام الأولى من عمر الإنتر منوطة بعدة أسماء، وعلى رأسها فيرجيليو فوساتي، الذي كان لاعبًا ومدربًا في الوقت نفسه بين 1909 و1915، إلا أنّه توفي عام 1916، وهو في الـ 25 من العمر، بعد التحاقه بالجيش الإيطالي، وخلال معركة «جوريتزيا» في الحرب العالمية الأولى.
أما عن الأعوام التالية، ووصولًا إلى العصر الحديث، فحدّث ولا حرج عن إنجازات سطّرت اسم الإنتر ضمن عمالقة إيطاليا وأوروبا والعالم، فحائط ألقابه يحمل 37 بطولة محلية بين الدوري والكأس والسوبر، إضافة إلى 6 ألقاب قارية تتوزع بالتساوي على دوري أبطال أوروبا والدوري الأوروبي بمختلف المسميات، و3 ألقاب عالمية، اثنان منها في كأس إنتركونتيننتال، والأخرى في كأس العالم للأندية.