«الأخضر» بطل المونديال..الموت غيّب اثنين وتألق البقية

الدمام ـ خالد الشايع 2025.11.03 | 02:34 pm

في عام 1989 لم يكن المنتخب السعودي تحت 16 عامًا لكرة القدم غريبًا على كأس العالم، عقب حضوره في النسخة الأولى 1985، وبلغ الدور ربع النهائي، هذه المرة حضر إلى إسكتلندا بطموح أكبر، بهدف تعويض الخروج من الدور الأول في النسخة الثانية.
تأهل الأخضر عن قارة آسيا، برفقه الصين والبحرين، ووضعته القرعة مع البرتغال، غينيا، وكولومبيا.
استهل مبارياته بالتعادل مع البرتغال، الفريق المرشح للقب بهدفين، سجلهما جبرتي الشمراني عند الدقيقتين، 60 و80، فيما كان الأسطورة البرتغالية لويس فيجو سجل هدف البرتغال الأول.
تكرر التعادل في المباراة الثانية أمام غينيا، جاء هدف الأخضر الأول عكسيًا عبر موري فوفانا في مرماه، فيما سجل خالد الرويحي ـ رحمه الله ـ هدف التعادل الثاني، ليصل إلى المباراة المصيرية أمام كولومبيا، إما الفوز والاستمرار، أو السقوط والخروج المر.
نجح الرويحي في تسجيل هدف الفوز في الدقيقة الأخيرة لينقل الأخضر إلى الدور الثاني، وهناك قابل المنتخب النيجيري، وبلغت المباراة ركلات الترجيح التي شهدت تألق الحارس محمد الدعيع الذي حرم النيجيريين من تسجيل أي ركلة، ليفوز الأخضر 2-0، في وقت كان لويس فيجو يقود البرتغال إلى الدور نصف النهائي على حساب الأرجنتين.
في الدور نصف النهائي واجه الأخضر البحرين التي أقصت البرازيل، ومجددًا تألق خالد الرويحي وسجل هدف الفوز الوحيد «الدقيقة 47»، فيما قاد برايان أونيل البلد المضيف لإقصاء البرتغال.
في المباراة النهائية، واجه المنتخب السعودي، إسكتلندا، صاحبة الأرض والجمهور، وفي مباراة مرهقة تكتيكيًا، تقدم المستضيف بهدف مبكر بعد سبع دقائق فقط من البداية بتسديدة من إيان داوني، وفي منتصف الشوط سجل بول ديكوا هدف التعزيز لإسكتلندا.
بدأ الشوط الثاني برغبة جامحة في التعادل، فاستطاع سليمان الرشودي تقليص الفارق بتسديدة رهيبة «49»، فيما عادل وليد الطرير النتيجة قبل نهاية المباراة بربع ساعة، لتصل المباراة إلى ركلات الترجيح، التي شهدت تألق محمد الدعيع مجددًا، بتصديه لركلتين، فيما سجل للأخضر سعود الحمالي ومنصور الموسى وجبرتي الشمراني، ووليد الطرير، وأخيرًا سالم سرور، وأهدر الرابعة عبد الله الثنيان.
وضمت قائمة الأبطال، أسماءً تحولت لنجوم كبيرة في تاريخ الكرة السعودية، أبعدت بعضهم الإصابات وغيّب الموت اثنين منهم.
محمد الدعيع الذي كان لاعبًا للطائي حينها قبل أن ينتقل للهلال، ويتحول إلى أسطورة الحراسة في آسيا، استمر في الملاعب حتى العام 2010، قبل أن يقرر الاعتزال بعد مشوار حافل بالبطولات، حقق خلالها 18 بطولة مع الهلال، وست بطولات مع المنتخب السعودي، وتأهل معه إلى كأس العالم أربع مرات.
سليمان الرشودي لاعب التعاون الذي انتقل للهلال في عام 1993، ولعب سبعة مواسم قبل أن تجبره الإصابة على الاعتزال.
عدنان عبد الشكور، لاعب الوحدة، انتقل للنصر في عام 1995، ولكنه لم يحقق نجاحًا كبيرًا، فعاد إلى الوحدة بعد خمسة أعوام، واعتزل بعدها بأشهر قليلة.
عارف بورشيد، لاعب القادسية، بات واحدًا من لاعبي الجيل الذهبي الذي حقق كأس الكؤوس الآسيوية، اعتزل مطلع الألفية بسبب الإصابة.
عبد الله الحمدي، مدافع هجر، بدأ حياته لاعب وسط، قاد هجر للصعود إلى الدوري الممتاز، واعتزل في مطلع الألفية، وترك الكرة.
خالد الرويحي، بدأ حياته الرياضية في نادي الوطني من تبوك، تألق بشكل لافت في المونديال الصغير، وسجل أربعة أهداف، انتقل بعدها إلى الأهلي، وكان مشروع لاعب أسطوري، غير أنه توفي في عام 1992 في حادث سير مؤلم.
سعود الحمالي، قائد المنتخب السعودي ولاعب النصر، امتلك سمعة كبيرة كلاعب وسط موهوب، أسهم في تحقيق النصر لكأس الملك عام 1989، وبطولة الدوري 1994، ولكن تم إبعاده عن النصر بعدها، ولعب لفترة قصيرة في الرياض قبل أن يعتزل الكرة، بعد خمسة أعوام فقط من حمله لكأس العالم.
جبرتي الشمراني، لاعب الاتحاد لأكثر من 13 عامًا، تدرج في النادي من الناشئين حتى الفريق الأول، وشارك في تحقيق الاتحاد لتسع بطولات، قبل أن يقرر الاعتزال بعد أن أسهم في تحقيق الفريق لبطولة الدوري عام 1999.
وليد الطرير، مهاجم النصر، تدرج في الفئات السنية حتى مثل الفريق الأول، وهو يمثل المنتخب السعودي للناشئين، لم يستمر طويلًا في الملاعب، واعتزل في عام 1993 بسبب الإصابة.
سالم سرور، صاحب ركلة الجزاء الترجيحية الذهبية، كان واحدًا من لاعبي الجيل الذهبي في الشباب، أسهم معه في الفوز بـ15 بطولة، كما أسهم مع المنتخب السعودي في الفوز ببطولة الخليج 1994.
عبد الله الثنيان، مدافع النصر، تدرج في الفريق حتى لعب للفريق الأول في عام 1989، استمر مع النصر حتى اعتزل عام 1993 بسبب خلافات مع الإدارة.
منصور الموسى، لاعب النجمة، كان واحدًا من الأسماء التي قادت الفريق إلى الدوري الممتاز عام 1997، انتقل بعدها للنصر في عام 2000، ولم يستمر طويلًا، وانقطع عن اللعب عدة أعوام قبل أن يعود إلى النجمة، ويعتزل بعدها ويتجه للعمل الإداري.
سلمان القريني، لاعب النصر، لم يستمر طويلًا في الملاعب واعتزل في عام 1992، وفضّل التوجه إلى العمل الإداري، فعمل أولًا مع المنتخبات السعودية السنية، قبل أن يقود الكرة في النصر، ومنه أشرف على المنتخب الأول، وعمل في الاتحاد السعودي لكرة القدم، قبل أن يقرر ترك المجال.
فؤاد أنور، لاعب الشباب، وقائده الذهبي، واحد من أساطير الكرة السعودية، قاد الليث للفوز بعشر بطولات، وأسهم في فوز المنتخب السعودي بثلاث بطولات والتأهل إلى كأس العالم مرتين، انتقل إلى النصر في عام 1999، واعتزل اللعب بعدها بعامين، بسبب الإصابة، تحول بعدها للتدريب، قبل أن يترك الكرة ويتجه للتحليل الرياضي.
محمد التمياط، مهاجم الهلال، تميز بالسرعة والمراوغة، لم يستمر طويلًا في الملاعب بسبب الإصابات، واعتزل مبكرًا في عام 1994.
شاكر العليان، حارس النصر، تدرج مع الفريق من الفئات السنية حتى الفريق الأول، اعتزل اللعب في عام 1998، بعد أن أسهم في تحقيق النصر لخمس بطولات، وتوفي في عام 2018 وهو في الـ46 من عمره.
من الناحية الفنية، قاد البرازيلي إيفو أرديس وورتمان المنتخب نحو اللقب. إيفو، لاعب سابق في الوسط الدفاعي، بدأ مع جريميو 1972، ثم أمريكا وبالميراس، حيث لعب 93 مباراة «44 فوزًا، 24 تعادلًا، 25 خسارة» وسجل 6 أهداف. اختير مرة للمنتخب البرازيلي 1975 دون مشاركة، وكاد ينتقل إلى أتلتيكو مدريد لكن مشكلة قلبية حالت دون ذلك، فاعتزل اللعب.
مشواره مدربًا، بدأ في الأهلي القطري 1982، ثم شباب جريميو، زلاجيدنس، دي بيلوس، كاكسياس، قبل توليه المنتخب السعودي تحت 16 عامًا وقيادته للقب حتى 1990.
عاد إلى أمريكا زر جي، ثم كريسيوما وقطر، درب الشباب 1994، ثم قاد المنتخب السعودي تحت 23 للتأهل الأولمبي 1996. تنقل في البرازيل «ميامي فيوجين، بوتافوجو، كورينثيانز، كروزيرو، دولي، ريو برازيلينسي»، ثم مساعدًا لسكولاري في جريميو 2014 وجوانغتشو 2015، قبل اعتزاله 2016.
من إنجازاته، بطولة ولاية ريو جراندي دو سول تحت 20 عامًا 1981 مع جريميو، لكن أعظمها مع الأخضر، كأس العالم تحت 16 عامًا 1989، كأس آسيا للناشئين 1989، وكأس العرب للناشئين 1989.